اسم : سيف الدين
رقم
القيد : F02616148
فصل : ب
تنجيم
القرأن الكريم
الحكمة من نزول الوحي على رسول الله
منها: ليعلمه كل يوم شيئأ جديداً, ثم ليرشده و يهديه و يثبته و يزيده اطمئنانا. ما
اتى الوحي على النبي بغتة.
انزل
الله قرآن الى رسوله منجما بحسب الحاجة: خمس آيات و خمس آيات و اكثر و اقل.[1] و قد
صح نزول عشر آيات في قصة (الافك)[2]
جملة,و صح نزول عشر آيات من اول (المؤمنين) [3]
جملة. و صح نزول (غير الي الضرر) [4]
وحدها. و هي بعض اية كذالك قوله :(و ان خفتم عيلة) [5]
الى آخر الآية.
هكذا انزل القرآن نجما لتيسير على
النبي و اصحابه أن يقرأه شيئاً بعد شيئ.
اقام
النبي صلى الله عليه و سلم فى المكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة و ام اقامته في
المدينة فهي عشر سنين اتفاقا: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى
الله عليه سلام لاربعين سنة. فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى اليه, ثم أمر با الهجرة
عشر سنين, و مات و هو ابن ثلاث و ستين. و قدر بعضهم مدة نزول القرآن بعشرين سنة, و
بعضهم بخمس و عشرين. و بنوا هذا على ان اقامته عليه السلام بمكة بعد البعثة كانت
عشر سنين او خمس عشرة سنة.
vبدأ نزول القرآن كما قال الشعبة (في
ليلة القدر) ثم بعد ذلك منجما و متدرجامع وقائع و الاحداث.
vكما قال الرأي: ان القرآن تنزلات ثلاثة
أ.
الاول:
إلى اللوح المحفوظ
ب.
الثاني:
الى بيت العزة في السماء الدنيا
ج.
الثالث:
تفريقه منجما بحسب الحوادث و ان كانت أسانيد هذا الرأي كلها صحيح, هذه تنزيلات
مذكورة من عالم الغيب و يقينا في الكتاب و السنة
vان كتاب الله لم يصرح الا بتفريق الوحي
و تنجيمه و منه يفهمو بوضوح ان هذا تدريج مثار اعتراض المشركين الذين الفوا ان
تلقى القصيدة جملة واحدة, ثم سمع من اليهود و قال: لماذا نزول القرآن نجوما غير
مثلما نزلت التوراة جملة واحدة. قد ذكر الله و رده عليه: و قال الذين كفروا لولا
نزل عليه القرآن جملة واحدة. كذلك لنثبت به فؤادك, و رتلناه ترتيلا. و لا يأتونك
بمثل إلا جئناك باالحق و احسن تفسير.[6]
vوجدنا حكمتين بإنزال القرآن منجما,
فهي:
أ.
الواحدة:
تثبيت فؤاده اي لنقوي به فؤاده بمايتجدد نزوله من القرآن بعد كل حادثة
ب.
الثانية:تيسير
حفظ القرأن عليه
vقال ابو شامة [7] ما
السر في نزول القرآن منجما؟ و هلا انزل كسائر الكتاب جملة؟ قلنا : هذا السؤال قد
اجاب الله في قوله: و قال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة. فأجاب
الله ايضا كما قوله: كذلك (اي انزلناه مفرقا) لنثبت به فؤادك (اي لنقوي به قلبك)
vجاء رسول الى قومه, فهم جميعا عذبوا و
كذبوا و اطهدوا حتى يقول الرسول و الذين معه : متى نصر الله.[8]
بذلك انزل الله آية فآية مسلية لنبيه. كما في آيات: يأمر الله النبي با الصبر امرا
صريحا فيقول: وصبر على ما يقولون, و هجر هم هجرا جميلا.[9] ثم
قال ايضا: فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل.[10]
vوينهاه تارة اخرى عن الحزن نهيا صريحا,
كما في قوله: فلا يحزنك قولهم, انا نعلم ما يسرون وما يعلنون.[11] و
قوله ايضا: ولا يحزنك قولهم, ان العزة لله جميعا, انه هو السميع العليم.[12] و
تكرار نزول هذه الآيات المسلية, المعزية, المرشدة الى الصبر و الاسوة الحسنة.
vفإن النبي صل الله عليه و سلم كان يتلو
القرآن في الصلاة و لاسيما صلاة الليل .يقرأ سورة فسورة حتي الى سائر السور.
vقال ابن فروك: انزل القرآن مفرقا لأنه
انزل غير مكتوب على نبي اميا, لا يقرأ و لا يكتب بخلاف غيره من الانبياء الذين
يستطعون كاتبا و قارئا.
vفي القرآن منه: صورة متنوعة, و الوان
متباينة, تلتقي كلها عند غاية الواجدة
vعن عائشة قالت: اول ما نزل منه سورة عن
ذكر الجنة و النار ثم عن الحلال و الحرام. ان الزنى حرم دفعة واحدة في خطوة واحدة
جازمة بمثل قوله تعالى: ولا تقربوا الزنى, انه كان فاحشة و ساء سبيلا.[13]
vان الاسلام أمضى امره بتحريم الزنى[14] و
شرب الخمر و القتل[15] و
الشرقة[16],
كما حرم سائر الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق. و حرم ايضا
اغتصاب اموال الناس بغير حق فقال: و لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل[17]
... أخ.
vلقد اخر الله بيان احكام كثيرة من حلال
و الحرام, و من أوامر و نواه. علم المؤمنين الامور الدينية و التكالف الشريعة: اول
امر كلفهم بالصلاة و الصدقة و الصيام,
vو هكذا تدرج الوحي مع النبي يربيه و
يعلمه و يهديه حتى كما قالت السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها: (كان خلقه
القرآن). و زين قلب النبي بحلية الايمان الصاق, و العبادة الخالصة, و الخلق السمح.
vاراد القرآن ان يحطم العصبية الجاهلية
الرعناء, و ان يستبدل التقوى بتفاخر بالآباء, فمهد لذلك برفع بلالا الحبشي الاسود
ليرققى ظهر الكعبة و يؤذن يوم الفتح, فيقول المشركون مستنكرين الى بلالا. و بهذا
السبب انزل الله الوحى الى النبي, كما قوله تعالى: يآايها الناس انا خلقناكم من
ذكر و انثى.... اخ.[18]
vعلى الصيد الاجتماعي, اراد الاسلام ان
يحفظ على هذه الامة اعتدالها و توازينها, و ان يجعلها و سطا في عقائدها و اخلاقها
و عبادتها و معاملاتها.
[7] ابو
شامة هو الفقيه الشفعي عبد الرحمن بن اسماعيل بن ابراهيم بن عثمان بن المقدسي, له
المرشيد الوجيز الى علوم تتعلق با القرآن العزيز.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar